تُعد التغيرات على أسعار السلع الأساسية في العالم من أهم العوامل التي قد تؤثر على النظام البيئي والاقتصادي على كل المستويات بما في ذلك أرباح الشركات، والناتج المحلي الإجمالي للدولة وميزانية الأسرة. غالباً ما تتسبب الانخفاضات المفاجئة في حدوث فوضى في الأسواق المالية العالمية، ولكن يمكنك عادةً من خلال متابعة الأخبار أن تتوقع تغير الأسعار بسرعة مع تغير سياسات الحكومات والتقلبات في الأسواق العالمية. إذن، ما الذي يتسبب في انخفاض أسعار النفط بشكل مفاجئ أو ارتفاعها غير المتوقع؟
العرض الحالي
العرض الحالي هو إجمالي الإنتاج العالمي من النفط بالإضافة إلى ما تنتجه منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) والذي يقدر بحوالي 40% من إمدادات النفط الخام العالمية. ونتيجة لذلك تستطيع منظمة أوبك التحكم في أسعار النفط عالمياً من خلال عملها مع الدول الأعضاء للمنظمة والمنتجة للنفط لتحديد الأسعار. وبذلك تستطيع التحكم في زيادة أو تقليل إنتاج النفط الخام. ومن الجدير معرفته بأن قبضة منظمة الدول المصدرة للبترول قد خفّت على سوق النفط في السنوات الماضية، لكنه من المقرر الاستمرار في لعب دور مُهيمِن في أسعار النفط.
يمكن أن يكون للإنتاج الزائد أثناء العرض الحالي تأثير كبير على أسعار النفط، فعلى سبيل المثال،فقط ارتفع إنتاج النفط الصخري بين عامي 2011 و2014 في الولايات المتحدة الأميركية من مليون إلى 4.8 مليون برميل يومياً، مما أدى إلى حدوث وفرة نفطية والذي أدى بدوره إلى انخفاض الطلب على النفط. خلال عام 2016 ونتيجة لزيادة إنتاج النفط، انخفضت أسعار النفط الخام المستورد إلى 27 دولار للبرميل الواحد في الولايات المتحدة الأميركية. وفي عام 2019، وصل إنتاج النفط الصخري إلى 8 مليون برميل يومياً، مما أدى إلى ارتفاع متوسط سعر البرميل ليصل إلى 58 دولاراً. في مايو من عام 2020 انخفض الإنتاج النفطي إلى 10 ملايين برميل يومياً وارتفع إلى 11 مليوناً بحلول شهر يوليو واستمر بالتذبذب حتى أكتوبر. من نوفمبر 2020 وحتى نهاية يناير 2021 وصل الإنتاج إلى 11 مليون برميل.
العرض المستقبلي
عندما يتعلق الأمر بالعرض المستقبلي، فإن الوصول إلى احتياطي النفط خاضع لما هو متاح في مصافي التكرير الأميركية واحتياطات البترول الاستراتيجية. كما ويمكننا الوصول لاحتياطات النفط بسرعة لزيادة العرض عليها لأسباب عدة منها، ارتفاع أسعار النفط وانخفاض تدفقه نتيجة للكوارث الطبيعية أو في حال إذا كانت هناك حاجة متزايدة على النفط بناءً على سياسة الطاقة المنصوص عليها في عام 1975.
الطلب
من أجل تحديد الطلب على النفط في أسواق البلدان المختلفة، يَنظر التجار إلى نسبة الطلب العالمي على النفط خاصة في الصين والولايات المتحدة الأميركية. حيث تقدم وكالة معلومات الطاقة تقديرات حول زيادة الطلب في الولايات المتحدة الأميركية وذلك اعتماداً على توقعات ارتفاع الطلب خلال فصل الصيف حيث تزداد القيادة على الطرق. أما فصلي الخريف والشتاء فينخفض الطلب حيث تصبح الطرقات أقل أماناً. ومن أجل التنبؤ حول زيادة الطلب على تجار النفط، تم استخدام توقعات السفر من شركة AAA لتحديد استخدام البنزين خلال فصل الصيف، أما خلال فصل الشتاء فقد اعتمدوا على استخدام توقعات الطقس لتحديد الطلب على النفط.